قصة رائعة - الفرج بعد الشدة

يذكر الحازمي في كتاب الفرج بعد الشدة: أن سلطان صقلية أرق ذات ليلة ومُنع النوم ، فأرسل إلى قائد البحر وقال له : انفذ الآن مركباً إلى إفريقيا يأتوني بأخبارها ، فعمد القائد إلى مُقدم مركب وأرسله فلما أصبحوا إذ بالمركب في موضعه كأنه لم يبرح ، فقال الملك لقائد البحر : أليس قد فعلت ما أمرتك به ؟ قال : نعم وأنفذت المركب فرجع بعد ساعة ، وسيجيئــك مقدم المركب. فأمر بإحضاره فجاء ومعه رجل فقال له الملك: ما منعك أن تذهب حيث أمرت؟ قال: ذهبت بالمركب، فينما أنا في جوف الليل، والرجال يجدفون إذا بصوت يقول ( يا الله ، يا غياث المستغيــثــيـن ) يكررها مراراً، فلما استقر صوته في أسماعنا ناديناه مراراً [ لبيـــك لبيـــك ] وهو ينادي ( يا الله ، يا غياث المستغيــثــيـن )، فجدفــنا بالمركب نحو الصوت فلقيــنا هذا الرجل غريــقاً في آخر رمـق من الحيــاة، فطلعنــا به المركب فسألناه عن حاله، فقال: ( كنا مقلعين من أفريقيا فغرقت سفينتــنا منذ أيام وأشرفت على الموت، وما زلت أصيـــح حتى أتاني الغوث من ناحيتكم ).
فسبحان من أسهر سلطاناً ، وأرّقـــه في قصــره لغريـــق في البحر حتى استخرجــه من ظلمات ثلاث: ظلمة الليـــل ، وظلمة البحـــر ، وظلمة الوحــدة . فسبحــــــانه لا إلـــــه إلا غيره ولا معبــــود ســــــواه.

منقول من كتاب/ المنهاج الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
ساهم في نشر الموضوع عبر:



Digg Technorati del.icio.us Stumbleupon Reddit Facebook Twitter

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق